منظمات المجتمع المدني في العراق من يقف خلفها؟

مشاهدات


 

نصار النعيمي

تأسست منظمات المجتمع المدني في العراق بعد عام 2003، وتزايدت بشكل سريع وكبير، وكان لبعضها دور مهم في البلاد من خلال دعم المرأة والطفل وحقوق الانسان والشباب، والتنمية البشرية ومراقبة عمليات الانتخابات وغير ذلك، بينما يرى بعض المراقبين ان بعض المنظمات كان لها دور سلبي من خلال انتشار عمليات الفساد وتبييض الاموال وغيرها.
 
من جهته يصف المحلل السياسي احمد التميمي عمل المنظمات بالقول: تأسست منظمات المجتمع المدني بعد عام 2003 وكان لها دور مهم في المجتمع من خلال دعم المرأة والطفل والمجتمع لاسيما في اوقات الحروب والكوارث، ومكافحة الفساد والمخدرات وكانت تعتبر احد تشكيلات وزارة التخطيط، بعدها انتقلت لتدعم من قبل وزارة ثم تبعت الامانة العامة لمجلس الوزراء بعد عام 2008.

ويحصي التميمي اكثر من 7000 الاف منظمة موجودة في العراق لحد هذا اليوم مسجل منها 5600 منظمة فقط والباقي منظمات وهمية، رغم وجود قانون وضع من قبل دائرة منظمات المجتمع المدني.

 ويضيف التميمي أن بعض الاحزاب خلقت بعض المنظمات الوهمية من أجل الاستفادة المالية او خلق الفوضى وحتى تهديد الامن أو تغيير المفاهيم، مشيراً الى أن دائرة منظمات المجتمع المدني تحاول محاربة هذه المنظمات الوهمية، رغم وجود العديد من المنظمات الفعالة لخدمة المجتمع.

 
من جهته يرى الباحث في الشأن السياسي الدكتور علي اغوان أن منظمات المجتمع المدني تقسم الى قسمين قسم يعمل بإمكانيات محدودة وتبرعات ذاتية او استحصال بعض المشاريع من جهات دولية معينة من خلال تنفيذ برامج توعوية وبعض برامج التعليم، والصحة والدعم النفسي وغيرها من القضايا، والقسم الاخر يتبع لأحزاب تعمل بشكل رسمي، لتنفيذ برامج موجهة.

ويتابع أغوان بالقول:  لذلك لا يوجد حالة نقية مئة بالمئة في عمل هذه المنظمات داخل العراق وعملية وجود منظمات مجتمع مدني نقية يكاد يكون مستحيل حاليا في  بلادنا وفي اغلب دول العالم، والمشكلة أن هذه المنظمات تستغل حاجة الناس في بعض الاحيان وتلبيها من خلال تمرير بعض الافكار والاتجاهات بناء على حاجة هذه المجتمعات، ورغم ذلك لا يعتبر عمل منظمات المجتمع المدني حالة سلبية كبيرة من خلال ممارسة جزء من المنظمات لأدوار سياسية، مع وجود منظمات تعمل بجهد توعوي يساعد على تقديم المفاهيم السياسية للناس وتصحيحها لكي يكون هناك مستوى جيد من اليات الاختيار للعمل السياسي في العراق.

من جهته يقول الحاج عبدالله المرعي احد نازحي المحافظات المحررة من تنظيم داعش: خلال ثلاث سنوات مكثنا في المخيمات توافدت علينا الكثير من المنظمات الدولية والمحلية وقدمت لنا المساعدات المعنوية والمادية، إلا أنها جميعا كانت تستهدف ضعفنا وحاجتنا وامراضنا في تحقيق مأرب خاصة، لا سيما اثناء قرب المواسم الانتخابية.

وتؤكد الحاجة ترفة الصالح احد النازحات في المخيمات التابعة لاقليم كردستان العراق والتي مازالت تقطنها مع العلم أن قريتها حسن شامي تقع على مسافة قريبة من المخيم وتأمل ان تعود هي واحفادها وعائلتها لبناء بيتها المهدم، وتؤكد أن العديد من المنظمات التابعة لأحزاب سياسية مازالت تعمل في هذه المخيمات وتزداد فاعليتها مع قرب الانتخابات وتعدهم بإعادتهم الى قراهم التي نزحوا عنها في حال انتخبوا قائمة معينة او شخصية معينة تترد عليهم في المخيم كلما اقترب موعد الاقتراع، وتضيف ان ذلك لا يتحقق رغم تحقيق الهدف المطلوب في اكثر من دورة انتخابية.

ويرى رجل خمسيني رافضاً الافصاح عن اسمه من العاصمة بغداد، أنه عمل خلال عام 2015 مع احدى المنظمات المرتبطة بإحدى المنظمات الدولية لتخفيف المعاناة عن النازحين في المخيمات العراقية حينها، أن اموالا طائلة صرفت من قبل المنظمات الدولية والحكومة العراقية على المخيمات، ولكن عند زيارة المخيمات لا تجد ربع ما صرفت من اموالا على النازحين والمخيمات.

العديد من المنظمات تعمل في العراق، تخدم اهدافاً انسانية وتعمل على تطوير مجتمعنا، واخرى تهدف الى تحقيق مأرب سياسية وحزبية، يصعب على المواطن البسيط التفريق بينهما، وتظل الحيرة تتملكه هل يقبل ما يعرض عليه لتلبية احتياجاته الحياتية؟، أم ينتظر يوماً تلبى حاجته من دون وسيط ثالث.

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات